Tuesday 7 December 2010

هل أنت غيورة... (1) ...؟



(1)




ـ هل أنت غيورة؟

أحسست بتشنج أصابعها و هي تعبث بخاتم زفافها في بنصر يسراها، كأن السؤال قد حرك أشياء في مكامن نفسها. بعد لحظات قصيرة  من الصمت، تنهدت و هي تقول مخفية عني نظراتها :
ـ لم أكن كذلك... لم أكن غيورة في السابق. لكن الآن، لا أدري... زوجي يقول أنني أعاني من غيرة مرضية !

كانت متوترة. و كلماتها الأخيرة تحمل الكثير من المرارة. سألتها في رفق :
ـ و أنت؟ ماذا ترين؟ هل تؤيدينه في رأيه؟

هزت رأسها في ألم و اندفعت تقول :

ـ هو السبب ! هو السبب في غيرتي. يتلقى المكالمات من الزميلات و الصديقات طوال اليوم. لا يرن جواله إلا و أسمع صوت امرأة من الطرف الآخر. قائمة أرقام الجنس اللطيف تفوق بكثير قائمة الرجال لديه... و حين أعاتبه على ذلك، يقول بأن علاقته بهن بريئة. يتصلن ليستشرنه في بعض أمور العمل... أو بشأن مشاكلهن الخاصة. يعتبرنه كأخ أكبر يقدّرنه و يحتكمن إلى رأيه الراجح ! كما أنه لا يتصل بأي منهن، بل يكتفي بالرد على اتصالاتهن...

شجعتها على المواصلة قائلة :
ـ و هل أقنعك ذلك؟

قالت في ارتباك :
ـ أعترف بأنني لم أره يوما يخرج عن حدود الأدب في حديثه مع إحداهن. و لم يكن يخفي عني اتصالاتهن حتى أشك في نواياه. و جميعهن على حد علمي من النساء المحترمات... و لكن...

ـ و لكن؟

ـ لكن صراحته الشديدة بشأن علاقاته الأنثوية تضايقني في أحيانا كثيرة ! فهو لا يأنف في حديثه عن زميلة ما أن يشيد بذكائها و نباهتها، ثم يذكر الأخرى فيثني على أخلاقها و سيرتها الحسنة... كلام يقترب من الغزل أحيانا، كأنه يقارنني بهن و يركز على عيوبي و نقائصي... كلام لا أسمعه منه إلا بحق الأخريات. أما أنا فلا يمدحني بكلمة حلوة واحدة... حتى شككت في أنه قد يفكر في الزواج من إحداهن ! و قد صرح إلي مرة بأنه يبحث لزميلته عن زوج. لم تكن هي من طلب ذلك أو وليّ أمرها. لكنه من فرط إعجابه بها لا يريدها أن تضيع... يريد أن يجد لها زوجا من رفاقه المقربين، حتى يطمئن عليها ! و حين أشرت إلى أنه تجاوز الحدّ، اتهمني بالغيرة المرضية !

كانت الدموع قد تجمعت في عينيها من الألم. لكنها واصلت :

ـ أما إن كانت الصديقة محلّ الإعجاب متزوجة، فهو يحدثني عن مناقبها و يحبّب إليّ التّعرف عليها... لأكسب أختا تكون لي قدوة، على حد قوله، فأستفيد من مزاياها... و يا حبذا لو قلدتها و اتبعت منهجها. و قد يذهب إلى دعوتها رفقة زوجها إلى بيتنا حتى تصبح العلاقات وطيدة بين العائلات، فلا يتحرج بعد ذلك من التمادي في علاقته البريئة بها... و إذا اعترضت و رفضت، ثارت ثائرته، لأنني في نظره أرمي امرأة محصنة في عرضها. و أشكك في أخلاقه و أخلاقها... و لأنني المعترضة الوحيدة في المربع المكون مني و إياه و الصديقة و زوجها، فإنني بالضرورة سيئة النية فاسدة السريرة... و إلا فهل سأكون أكثر غيرة على الصديقة من زوجها؟

مسحت عبرة تدحرجت على خدها، لم تستطع إيقافها : 

ـ لست أدري كم يمكنني أن أستمر على هذا الوضع. أعصابي مدمرة... حياتنا أصبحت لا تطاق. صراخ مستمر من ناحيته و بكاء طوال الليل من ناحيتي... أحبه، لكن لا يمكنني أن أسامحه على ما يفعله بي...


حلل و ناقش ^_^

13 comments:

  1. وهي علاش ما تعملش زملاء وترتاح ؟ لول
    بلوغ حلو ... تحياتي

    ReplyDelete
  2. بنفسجيت حر : مرحبا بيك، شرفتنا :)
    يعني العين بالعين و السن بالسن و البادي أظلم؟
    و مبادئها و أخلاقها؟ ترميها وراها ببساطة؟

    ReplyDelete
  3. ههه ... تعلقي متع قبيلي جاء أكثر للتفدليك ...

    أما بصراحة حكاية حساسة برشة ... حياة زوجية غاب عنها الإنسجام شنية حلاوتها !!

    المبادئ والأخلاق حاجة ما نجموش نتخلاو عليها ... أما حسب ما نرى أنك كي تبدى إنت تحكي شرق وهو غرب على أي نوع من المبادئ نتحدث ؟؟
    هل بإمكاننا نتحدثو عن سوء إختيار الطرف الأخر ... أم نتحدث عن سوء تصرف من أحد الطرفين ؟

    ReplyDelete
  4. فهمت إنك تفدلك :) لكن الفكرة قد تخطر بذهن البعض و يفكر في تنفيذها للضغط على الطرف الآخر.

    سؤالك هام جدا : سوء اختيار أم سوء تصرف يمكن إصلاحه؟
    خلينا من الاحتمال الأول. نقولوا ثمة تفاوت بين الزوجين في القناعات و التطبيقات الدينية. شنوة بيدها تعمل الزوجة؟ (لو فرضنا طبعا بأن الزوج هو المخطئ) و قد يرى البعض غير ذلك... :)

    ReplyDelete
  5. نتصور يلزمها تتعامل معاه بذكاء ...مع شوية "كرياتفيتي" ؛)
    وبرشة صبر

    مشكل اليوم أصبح كبير برشة كي يبدا فما تفاوت خاصةً من ناحية الدين ... ونتصور هذي حاجة كان على المعني بالأمر أن يقرر قبل ما يعتب باب الزواج ...

    ReplyDelete
  6. مشكلة كبيرة حكاية الغيرة... كان تمكنت مالوحدة تنكد عليها عيشتها
    انا نتصور الزوج يلزمو يراعي مشاعر زوجتو وما يتعمدش يحير غيرتها والزوجة زادة ما يلزمش تبالغ في غيرتها وتعطي لزوجها شوية ثقة وتعمل كما نقولو " عين رات وعين ما راتش" باش السفينة تمشي
    الحمدلله الفريق إلي يخدم معاه زوجي لكل رجال
    looooooooooool

    ReplyDelete
  7. @بنفسجيست حر :
    ثمة فروقات قد يستهين بيها أحد الطرفين قبل الزواج و يعتقد أن يكون قادر على التغلب عليها بعد الزواج. و أحيانا في بعض الزيجات التقليدية، الفرصة لا تكون متاحة باش تكتشف المرأة طريقة تصرف زوجها في إطار العمل مثلا... و هنا، كيف يمكن أن تتصرف قبل أن تقرر الاستسلام و إنهاء العلاقة؟
    إبداع و صبر؟ أكيد... مزيد من التفاصيل؟ :)

    @khallou :
    بالطبع، الوضع المثالي هو أن يراعي الزوج غيرة زوجته و يبتعد عن المواقف التي من شأنها أن تعكر صفة الحياة الزوجية. لكن كثيرا ما يعاند الرجل، لأنه لا يقبل النقد من طرف زوجته و يعتبر ذلك إهانة أو إنقاص من قدره... أو لعدم اقتناعه و رفضه الاعتراف بالخطأ...

    في الحالة المعروضة في المقال، كيف يمكن للزوجة أن تتظاهر بعدم الملاحظة و زوجها يقارنها باستمرار بمعارفه من النساء و يمدحهن أمامها جهارا؟ يلزمها قدرة خارقة على التحمل.

    الحمد لله أن زوجك يعمل في جو غير مختلط... لكن ماذا لو اختلف الأمر؟ و ماذا عن العلاقات بنساء العائلة و محيط الأصدقاء؟

    ReplyDelete
  8. والله نرفزني هذا الراجل أنا في بلاصتها نعمل روحي عندي صحاب ولاد ونحسسو باللي حسسني بيه
    ربي يهديه
    ربي يقول ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
    رفقا بالقوارير يا رجال

    ReplyDelete
  9. @hajer :
    بالمناسبة، هذه الزوجة انتهت بالانفصال عن زوجها بعد أن وصلت المشاكل بينهما إلى درجة لا تطاق... و الزوج المعني لم ينتظر كثيرا حتى يسارع بالارتباط بزميلته التي كان يبحث لها عن زوج بين أصحابه :)

    ربي يهدي الجميع

    ReplyDelete
  10. صحيح فما فروقات ما ننتبهولهاش ... حسب ما نتصور كنت تنجم تسألو كيفاش يتعامل مع النسا في خدمتو ... في حالة ما إذا سئلتو وكذب عليها نتصور وقتها ما عندها علاش تحب فيه وتقعد معاه ...

    سامحني ما نجمش نعطي أكثر تفاصيل على خاطر كل راجل وطبيعته وهي تعرفو وتعرف كيفاش تتعامل معاه ... إلي حبيت نقولو ما تحاولش تفكر في غيرثها وتخليها مكتفة وتعتقد أنها عاجزة عن جلب إنتباهو ... ياما نساء نسات رجال في أمهاتهم لول

    هذا ما يعنيش أني حسب ما شفت الرجل غالط وماهوش مسؤول ... فقط حبيت نحكي على المرى على خاطر فهمت إلي كانت العلاقة هامة برشة في عينيها وكانت تتصرف بأكثر ذكاء ...

    ونرجع لكلامي إلي قلته ملأول بش نختم به ... زايد العرس كي تبدى موجودة اختلافات ذات صبغة دينية ... ملخوتوبة يلزم تعرف كل شيء ... وكان فما حاجة بش تتبدل ملختوبة ... وربي يهدي الناس الكل

    ReplyDelete
  11. موافقتك على طول الخط. لكن للأسف ثمة عباد تغض الطرف على بعض النقاط وقت تتعلق بالشخص، و تنسى إلي الفروقات ستظهر عاجلا أم آجلا و يجب التعامل معها.

    نتذكر وقت سألت زوجي في أول خطوبتنا : حسب رأيك، كيف تكون حدود العلاقة و التعامل بين الرجل و المرأة؟ قعد يفكر نهارين، مشى في بالو سؤال فلسفي :))

    وقت سألتك عن التفاصيل، حبيت نحكيوا في الحلول العملية. عندي تصور شخصي لخطة عملية إن شاء الله نطرحها في التدوينة القادمة، و نشوف اقتراحات القراء و تعليقاتهم عليها

    ReplyDelete
  12. فهمتك شنوا كنت تنتظر كإجابة ... وما جوبتش على خاطر نتصور ما فماش "خلطة سحرية" تبدل كل شي ...
    باهي ياسر كي تطرق لحكاية كيف هكا ... حاول تعمل جدول وتلم فيه أكثر عد من الصفات وما يقابلها من الحلول ...

    هذا وأنا بصراحة نأمن أن الراجل كان يحب مرتو يحترمها وما يستفززهاش ... والحل هو أنك تبني دار أصلها ثابت !

    بتوفيق نشالله في حياتك الزوجية وربي يدوم عليكم الستر والمعاشرة الطيبة :)

    ReplyDelete
  13. aaaaaaaaaaaaaaa ryt kifech yekdheb 3ala ru7u!!!!

    ReplyDelete