Wednesday 1 December 2010

زواج سعيد



ربما لم يكن يوم زواجي أسعد أيام حياتي. فقد كان يوما مرهقا... ساعات طويلة في صالون التجميل، مستسلمة لأنامل المزينة التي تعمل على وجهي كما يعمل الرسام على لوحة زيتية مبهمة : بتركيز لكن لا علامة مطمئنة بشأن النتيجة (!). ثم سهرة قصيرة في قاعة الأفراح. ساعتان فقط، لكنها لم تخل من المفاجآت... السار منها، و ما هو أقل سرورا... بعض المشاكل الفنية في قاعة الأفراح، في الإضاءة و مكبرات الصوت و توزيع الحلويات... و ضيوف لم ترسل إليهم الدعوة !

نعم، لم تكن ليلة الأحلام كما تصور في القصص و الأفلام. تنقصها بعض التفاصيل الإضافية لتصبح مثالا للحفلة الناجحة. لكنها على الأقل، كانت تحمل المواصفات الرئيسية التي أردتها لها : بدون منكرات أو تجاوزات شرعية. لم تكن ليلة الأحلام، لكنها مرت كالحلم : لا أذكر تفاصيلها الدقيقة، فكل شيء مضى بسرعة شديدة. و وجدتني أخيرا أجلس في السيارة إلى جانب زوجي، نمضي إلى فندقنا.

صحيح... لم يكن يوم زواجي أسعد أيام حياتي. لكنني أراه اليوم أسعد حدث طرأ في حياتي ! هل تدركون الفرق؟ ليست العبرة باليوم ذاته، و ما حفه من تفاصيل احتفالية و مراسم رسمية، لكن بالأثر الذي خلفه في حياتي، بعد أن أصبحت زوجة. متى أدركت مدى سعادتي بهذا الحدث؟ بعد يوم أو يومين؟ بعد أسبوع؟ أم بعد شهر؟ لا أذكر... لكنني أعلم أنني كنت و لازلت سعيدة بهذا الزواج و أحمد الله الذي رزقني زوجي في كل يوم و ليلة.

قبل الزواج، كنت أتساءل كثيرا كيف ستكون حياتي كزوجة؟ هل ستكون حياة مملة و فارغة؟ هل ستكون هناك المشاكل اليومية التي تنقلها لنا المسلسلات عن حياة الأزواج المليئة بالنكد؟ و كيف ستمر سنة الزواج الأولى التي يعرفها الأخصائيون كأصعب فترة في الحياة الزوجية؟ حيث ينزاح الستار عن العيوب التي اجتهد الطرفان في إخفائها طيلة فترة الخطبة و العقد، فيجد كل منهما نفسه أمام صورة للآخر لم يعهدها و لم يتوقعها... فيحصل الصدام. تنهار الأحلام الوردية و الأحاديث الرومانسية و تنفجر المشاكل التي كانت تختفي تحت ظلال الحب.

كنت قد تحضرت نفسيا لهذه الفترة الصعبة، و قد وطدت العزم على الخروج منها بسلام، أو بأخف الأضرار حتى أحمي زواجي من الانهيار. ففي هذه الفترة ـ دائما حسب رأي المختصين في الحياة الزوجية ـ تحصل أكبر نسب الطلاق. حيث يجد الطرفان صعوبة في تقبل الصورة الجديدة مع ما اعتراها من تشويهات. فإما أن يلجآ إلى الانفصال قبل أن تتفاقم الأمور بمجيء الأطفال... و إما أن يدفن كل منهما رأسه في الرمال رافضا رؤية الحقيقة كما هي، و يستيقظ بعد فوات الأوان، بعد الطفل الثاني أو الثالث. فيخير أن يظل على استسلامه حتى لا يدمر العائلة التي أصبحت قائمة الذات، و يعيش حياة الهروب باستمرار، و لا يعرف طعم الاستقرار الحقيقي أبدا.

هل تلك هي كل الاحتمالات؟ لا طبعا، فهناك الصنف الثالث ـ و الذي قررت أن أكون من ضمن أفراده ـ و هو الصنف الذي يأخذ منذ البداية بزمام الأمور، فيحاول التكيف مع طباع الطرف الآخر. يقدم بعض التنازلات و يتخذ الحوار منهجا. يحتوي المشاكل و يفكر في الحلول الوسطى. يستمع قبل أن يتكلم، و يتأنى قبل اتخاذ القرارات... لكن دون الفرار منها. هذا هو الصنف الناجح الذي يحضى بحياة زوجية سعيدة و ناجحة.

كنت قد قرأت عن كل هذا قبل فترة من الزواج. و استمعت إلى قدر من المحاضرات عن مفاتيح السعادة، و تابعت دورات في التأهيل لدخول عش الزوجية... لم يكن الأمر هينا، و لم أرد أن أستهين به. كنت أريد أن أنجح في هذا الاختبار، أكثر مما أردته لأي اختبار آخر طوال حياتي الدراسية الطويلة. أتخيل شبح الطلاق الذي سمعت عنه كثيرا عند الأقارب و الأصحاب فيصيبني الذعر. لا أريد أن أجربه... و لا أريد حياة تعيسة. أريد أن أنجح...

هل كنت في حاجة إلى كل تلك الكتب و المحاضرات لأعيش السعادة كما أعرفها الآن؟ لست واثقة. لكنها على الأقل كانت من باب الأخذ بالأسباب، أما التيسير و التوفيق فهي بين يدي رب العالمين يرزقها من يشاء من خلقه. مع القراءة و البحث كان هناك الكثير من الاستخارة و الدعاء... و أنا واثقة من أن هذه الأخيرة كان لها عظيم الأثر.

و الحمد لله ^_^

4 comments:

  1. beaucoup de sincérité ! élève studieuse lool t'as bien préparé tes leçons ? :p

    j'aurais juste aimé que tu ajoutes à la fin "الحمد لله "

    Bonne continuation chérie <3

    ReplyDelete
  2. مرحبا بيك... هالخطا السعيد :)
    صراحة شديدة؟ ربما... أتمنى فقط أن يُنظر إلى النص كمقال أكثر منه تجربة شخصية، حتى يحقق الهدف منه :)

    بالنسبة إلى التحضيرات، أتو نشوفوك آش تعمل وقت يجيك الدور... لووول

    بارك الله فيك على الملاحظة ;)

    ReplyDelete
  3. j'ai la chaire de poule ma chère :s tbarkAllah alik w 3ala mawHebtek
    Rabbi yzydek fel sa3ada w yehdina liha :))

    ReplyDelete
  4. les premiers mois, on est encore comme dans un reve, on ne realise pas, on pense etre le plus heureux en mariage, on ferme les yeux sur les details en se disant: non, c'est pas possible, c surement moi qui ai mal interpreté les choses, ça changera c clair...
    mais t'as bien raison et c'est ce que je me suis toujours dite; que pour etre heureux en couple, il faut surtout communiquer,c'est la base! etre a l'ecout de l'autre mais le probleme c'est quand l'un des deux ne communique pas, prends ses decisions seul et puis l'autre se sent inutile, toujours a l'ecart,perd confiance en lui, la vie devient lourde, lassante... enfin bref, rabi yahdina!
    barka allahou fiki wa fi kalamik
    oumou hamza :)

    ReplyDelete