Wednesday 8 December 2010

هل أنت غيورة... (2) ...؟




(2)





ـ هل أنت غيورة؟

ابتسمت و هي تطالعني في هدوء :
ـ كنت أحسب نفسي كذلك، حتى تزوجت !

نظرت إليها في دهشة. فمعظم النساء يذكرن العكس. تابعت موضحة :

ـ قبل الزواج، كنت شديدة الغيرة و التملك مع صديقاتي. لا أقبل أن يشاركني أحد صديقتي المقربة. و أنزعج و أتضايق حين تحاول ثالثة الاقتراب منا و الدخول بيننا... و قد أبكي حين يخيل إلي أن صديقتي تجاهلتني و ذهبت مع أخرى، و أخاصمها لفترة قد تطول... لذلك، فقد كنت قلقة بشأن زواجي. خفت من أن تعكر غيرتي تلك صفو حياتنا و تجعلها مليئة بالمشاكل. فصارحت زوجي بحقيقة طبعي منذ البداية...

سألتها في اهتمام :
ـ و كيف كانت ردة فعله؟

ـ توقعت أن يسخر مني أو يهزأ من غيرتي، لأن بعض الرجال قد يستمتع بغيرة زوجته. لكنه طمأنني و هدأني و وعدني بأن نتجاوز ذلك معا... و قد كان كذلك. في الحقيقة، لم تكن لزوجي علاقات نسائية تذكر، سواء كان ذلك في إطار العمل أو العائلة. منذ التزامه، قطع اتصاله بكل الزميلات و الصديقات و بنات العائلة، و اكتفى بالضروري منها. حتى حين كان يتصل بصديق أو قريب يطلب مني أن أقف إلى جانبه، حتى إذا ردت زوجته أو أخته أو والدته، ناولني السماعة على الفور... فأسلم عليها و أسأل عن أحوالها، ثم أطلب منها أن تنادي الشخص الذي يريده زوجي...

هززت حاجبي في إعجاب، فواصلت :

ـ حين نخرج معا للتسوق أو النزهة، كنت أراقب في غيظ كل البنات الكاسيات العاريات اللواتي يمررن بنا، و ألتفت بسرعة لأرقب ردة فعل زوجي... هل تراه لاحظهن أو تأثر بهن؟ لكنني كنت أجده في كل مرة قد غض بصره. و إذا ضايقه مشهد ما نظر في وجهي و شغلني و إياه عن كل ذلك بحديث طريف أو تذكرة رقيقة... فأنسى غيظي بسرعة و أنغمس في حديثي معه. لا أذكر أنني عبرت عن غيرتي عليه مرة واحدة ! فقد كان دائما يسبقني و يهيئ الظروف المناسبة ليمتص انفعالاتي... كان حريصا على إرضائي فلا يفعل شيئا و هو يعلم يقينا بأنه قد يكون مصدر أذى لي و لنفسيتي الحساسة. و أنا مدينة له جدا بكل ذلك... فقد ساعدني على التغلب على هذا الطبع في، حتى ما عدت أعرف نفسي !

اتسعت ابتسامتها و قالت في ثقة أغبطها عليها :

ـ مع مرور الوقت، لم أعد أراقب اتصالاته أو أهتم بالغواني المغريات في الأماكن العامة أو على شاشة التلفزة، بعد أن كنت أحترق في مكاني لمجرد مرآهن... لأنني أثق في صدقه و أمانته و حبه. و أعلم أنه لن يخون عهده معي... و مع الله.


و للحديث بقية :)

7 comments:

  1. راجل والله

    .ربي يباركلو وربي يسعدهم

    ReplyDelete
  2. وين يبيعو فيه ؟ نشري جها بهار لووول

    صار فما ناي هكة؟ شي يعمل الكيف

    ReplyDelete
  3. آمين يا رب :)
    ما أردت الوصول إليه، هو أن الرجل كثيرا ما يشتكي من غيرة زوجته المفرطة، لكنه لا ينظر إلى تصرفاته التي أدت إلى ظهور تلك الغيرة!

    في المثال الأول، الزوجة لم تكن غيورة، لكنها أصبحت كذلك بسبب تصرفات زوجها. أما في المثال الثاني، فالزوجة كانت لديها نزعة تملكية، و مع ذلك فقد تمكن زوجها من امتصاص مشاعرها السلبية بحكمة.

    لكن ماذا تفعل الزوجة التي لا تلقى مثل هذا التجاوب من زوجها؟ كيف يمكنها أن تتعايش مع غيرتها؟

    ReplyDelete
  4. @Prima :
    ههههه... الحمد لله موجود، و ربي يهدي جميع رجال المسلمين :)
    و العكس صحيح أيضا، فالمرأة عليها أن تحسن التعامل مع الزوج الغيور. و كل واحد يقدم بعض التنازلات... حتى تستمر الحياة

    ReplyDelete
  5. entre la première et la deuxième note tout une sagesse à en tirer
    la jalousie ou le doute a détruit beaucoup trop de familles alors qu'avec un peu de dialogue, de compassion et de compréhension suffisent à rendre la vie supportable

    j'ai bien aimé les deux textes, merci pour le partage

    ReplyDelete
  6. @Venus :
    مرحبا بيك، شرفتنا بالزيارة :)
    إن شاء الله تعجبك بقية النقاش... فالحديث في موضوع الغيرة متواصل بإذن الله

    ReplyDelete